ما قيل وكتب عن الشهيد

حكايا مازن

حكايا مازن

بدأب النحل الذي أحبّ، جمع مازن رحيق الشهادة وردة وردة..
وببرودة النحّال وهدوئه، تدرّج في الجهاد مبتعدا عن الضجيج المحيط ولم يكن عنا بعيد.. حتى استبق الجنى. فقطف شهد العسل قبل الموسم شهادة بيديه.
مازن، كان في الوادي وعلى التل وقبل الشروق وبعد المغيب. كان في الميدان حقلا من القمح نهوي إليه كلما ضاقت بنا الطريق.
كان الصوت الهادئ والوجه الرقيق وكان القمر بدرا وكان قلبا وكان حبيبا. يحمل بصمت الحملان شجاعة الأسود ويعلّم رفاق الدرب ان الطريق الصعب خيار الأحرار ولو تكدّس الشوك واجتمعت الوحوش.
في مثل يومك، يتهامس الرفاق. أأنت أنت من خلع ثياب المهندس ولبس ثوب الحقول... أأنت أنت من أوقف الجيوش في تلة مسعود... أأنت أنت من صدّع سلالة التلمود؟ نعم أنت. أنت من بلسم جراح أطفال قانا وكل جراح الجنوب. أنت، من كنت في الطيري تداعب السلاح وتباركه وتلقنه الوجهة وتذكر اسم الله عليه فيصدح هادرا ان جيش محمد سوف يعود.
في مثل يومك، نتهامس أن من هنا مرّ مازن... هنا وقف مازن... هنا لعب مازن... هنا ضحك مازن. في مثل يومك، تتهامس دروب الحي ان هنا هبّ مازن ليساعد عجوزا وهنا قام ليسعف محتاجا هنا تورد وجه حين التقى من أحب. في مثل يومك، تتهامس قاعات الجامعة أن هنا أمضى مازن الليالي يعمل على مشروع تخرجه مهندسا. هنا وقف حاملا شهادته. هنا انتظره تلامذته وهنا استلم درع تفوقه.
في مثل يومك، نجلس بصمت وقور ننظر إليك حاج مازن... إلى عينيك... الى قسمات وجهك. ونتساءل: أعرس هذا... فنعمّر الدبكة ونصدح بالزغاريد... أم مأتم فنقيم مجالس العزاء ونذرف الدمع؟ كيف نبكي ووجه امك يبشّرك بالخلود... كيف نذرف الدمع وأبوك يحدق بنا مزهوا بأنه خط أحرفا في كتب كربلاء وكتب الجهاد وكتب الحرية والكرامة.
في مثل يومك، لنا ان نكتب القصائد والأغاني ولك ان تكبر وتكبر وتكبر. لنا ان نقرأ الفاتحة عن روحك ولك ان تقرأ على الأحياء سيرة العظماء... يأتون بصمت ويعملون بصمت وينجزون بصمت ويموتون في ضجيج المواجهة.. بصمت.
في مثل يومك، لنا أن نقص حكاياتك على كل أحرار العالم. في مثل يومك، لجسدك الممدد في وادي الطيري يحرسه من الغزاة.. له أن يمتد على كل الوطن