ما قيل وكتب عن الشهيد

شهيدٌ يرثي شهيد

شهيدٌ يرثي شهيد

في مكالمتنا الأخيرة، كان صوتك غريباً كأنه عاد الى صباه، بسبب عملية جراحية تأجلت مراراً، كنت تعبر آلامها بجرحٍ لم يلتئم بعد، طلبت الدعاء بالتوفيق لتنال درجة في الماجستير، وتدخل الى رحلة الدكتوراه بقوة، وأن لا يطول موعد المناقشة..

ثم مضيت..

عدت سريعاً أيها الأستاذ.. لتخبرنا أنك قد صرت في القافلة، وأنه لا انتظار بعد لموعد المناقشة.. ولا معاناة من أي ألم.. ولا صراع مع الوقت.. فأنت اليوم كل الوقت.. وكل الأمكنة تضج بابتساماتك..

اكتملت الرسالة وارتفع القلم.. وأطل النعش يحضنه العلم..

لقد نلت يا أستاذنا الغالي أرفع الدرجات..

وكنت النموذج الواضح الذي يترجم عملياً حديث أمير المؤمنين عليه السلام :

"اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"

فأنت أستاذ اللغة العربية

وطالب الماجستير في الجامعة اللبنانية

ومدربٌ في "السلاح المضاد الدروع"

وفارسٌ مخضرمٌ في الميدان

واليوم ننعاك أميراً مضرجاً بالأحمر القاني بعد عمرٍ ازدحمت فيه التضحيات..

هذا ما أردت يا حبيب القلب فهنيئًا لك هذا العبور المتألق نحو قافلة النور..

ولمثل هذا فليعمل العاملون..

 خضر عبود "الأستاذ فداء" ..

* الشهيد حسن علي بيز عن الشهيد خضر عبود