ولم ترهب هذا الفقيه العاملي سبعة عشر محاولة اغتيال صهيونية، أو تدفعه إلى أن يغادر أو يتراجع..
قال: "يا سيّد محمد طلبتها بإلحاح وسعيت إليها، وبقيت تلاحقها من ميدان إلى ميدان، حتى وصلت إلى غاية المُنى بأن لا تموت إلا شهيداً على نهج جدِّك أمير المؤمنين قتيلا في سبيل الله، لتحظى بالحياة الحقيقية".
واعتبر أنه "ليس غريبًا أن تختار يا سيد محمد عيتا الشعب موقعًا متقدمًا للمرابطة على ثغورها دفاعًا عن بلدك وانتصاراً للمظلومين في غزة، فأنت ابن أبيك آية الله السيد عبد المحسن فضل الله الفقيه المجتهد المرابط على ثغور جبل عامل في مواجهة العدو الصهيوني يوم قلَّ الناصر والمعين، فكان المرشد والموجِّه للعلماء والمجاهدين والحاضن للمقاومة وصاحب الفتاوى الجريئة في الجهاد ضدَّ الأعداء، حتَّى جعل من بيته ومن خربة سلم موقعًا متقدمًا للعمل المقاوم، فخرج منه الشهداء القادة من حسن شري وجواد سمير مطوط إلى جواد وسام الطويل ومحمود سلامي، وما بينهم القادة والاستشهاديون والمقاومون جيلاً بعد جيل، ولم ترهب هذا الفقيه العاملي سبعة عشر محاولة اغتيال صهيونية، أو تدفعه إلى أن يغادر أو يتراجع، وبقيَ حتَّى الرمق الأخير ملجأ المقاومين في التوجيه والإرشاد والدعم حتى لبَّى نداء ربه صابرًا محتسبًا".
وأضاف: "ليس مفاجئًا أن يرتقي من هذا البيت شهيدٌ للمقاومة وأنت يا سيد محمد ابن أمّ شهيدة الفاضلة السيدة خديجة فضل الله سليلة العلماء المجاهدين وشقيقة كهف المقاومة وحصنها والمنتصر الدائم لفلسطين آية الله السيد محمد حسين فضل الله، وهي الأم التي لم تجعلها رصاصات العدو الغادرة تترك بيتها وعائلتها، فتلقَّت تلك الرصاصات بقلب صابر مقاوم، وكابدت الجراح حتَّى قضت شهيدة في سبيل الله. ليس جديدًا أن يسفك الدم من هذا البيت على طريق القدس وانتصارًا لفلسطين وشعبها وغزة وأطفالها، وأنت من سلالة علماء هذا الجبل العاملي ودمك امتداد لمواقفهم التاريخية، ومنهم جدك لأبيك الفقيه السيد صدر الدين فضل الله الذي كان من المقاومين الأوائل للمشروع الصهيوني في ثلاثينيات القرن الماضي، ووقف سدًا منيعًا في وجه بيع الأرض العربية للصهاينة قبل نكبة فلسطين، وأصدر فتواه الشهيرة بتحريم هذا البيع. ليس جديدًا أن يكون من هذا البيت هذا العابد الزاهد المبلِّغ المربي العامل في مؤسسة التربية والتعليم الإسلامية، وهو الآتي من أسرة علمائية منبعها مدارس علمها في عيناثا، نذر علماؤها أنفسهم للجهاد ونشر الثقافة والوعي على نهج جدهم النبي الأكرم محمد".
وختم فضل الله: "يعز عليّ أن أقف على منبر شهادتك وفي العين دمعة وفي القلب فخرٌ واعتزاز بك بأنَّا منك وأنك منَّا، ولئن كنت من أهل الشهيد، فإنِّي أقدِم لعائلته الخاصة لأبنائه وزوجته وأخوته للسادة العلماء وأخواته والمتعلقين جميعًا، وللأخ العزيز السيد عبد الحليم فضل الله مواساة وتبريكات قيادة حزب الله وعلى رأسها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله بأنَّ الله اختصَّ هذا البيت بهذه الكرامة، وأنتم من سلالة آل بيت محمد، الذين القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة".
* النائب حسن فضل الله في تشييع الشهيد - 20/04/2024
الوكالة الوطنيّة للإعلام