تحرير الجنوب عام 2000 بدأ قبل هذا التاريخ، فإذا أردنا أن نضع بداية للتحرير فأن نقطتنا تبدأ مع الكمين الذي أطاح بقائد جيش الإحتلال في الجنوب وأحد دعائم مسألة رفض الإنسحاب منه إيرز غيرشتاين الذي شاهد العالم جثته المحترقة تتدحرج على المنحدر عام 1999، شكل إغتيال أعلى رتبة في المنطقة صدمة للعدو عبرت عن مدى فاعلية الجهد الإستخباري للحزب فغيرشتاين كان يركب سيارة مدنية (مرسيدس مصفحة) وكان هنالك موكب آخر مموِه ناهيك عن أن الإجتماع الذي كان فيه كان سرياً لكن الحزب قصد رأس غيرشتاين فقطفه، حتى أن إعلام العدو دلل وقتها على أن الحزب يخترق الإتصالات الصهيونية في الجنوب.
يعود الجهد في عملية غيرشتاين إلى مجموعة من المجاهدين أوكل لها الحزب هذه المهمة بتصفية كبار ضباط العدو وعملائه عام 1997، كان أحد أفرادها الشهيـدالقائد إبراهيم الحاج (أبو محمد سلمان)، لم يكتفي أبو محمد بإخراج غيرشتاين عن الخدمة وإشعال تحرير الجنوب، بل أضاف لسجله العسكري الإسطوري إضافة أخرى فقد تولى تأمين القوة المهاجمة في عملية «الوعد الصادق» عام 2006 وليس هذا فقط بل حتمت الخطة أن يبقى أبو محمد بعد العملية في البلدة ويتولى الإدارة المباشرة للتشكيلات العسكرية المنتشرة فيها، تجاه أي تطور ميداني محتمل. وعندما أندلعت الحرب تولى الدفاع عن عيتا الشعب وبحسب ما يُنقل فأن أبو محمد في خطته المحكمة كرّس نجاح نظام «الدفاع عن بقعة» والإستفادة من البؤر النارية المتواجدة في القرى المحيطة أدار أبو محمد دفة الحرب إلى أن أُعلن الإنتصار.
لم تكن عيتا الشعب وحدها شاهدة على إستبسال أبو محمد بل شهدت معها بغداد ففي العام 2014 عندما بدأت عصابات داعـش بقضم الأرض العراقية ووصلت إلى بغداد، أرسل الحزب خيرة قادته، عصارة عقود الجهاد والمقاومة، كان أحدهم إبراهيم الحاج الذي وصل إلى بغداد وبدأ بعملية تطهير حزام بغداد وبحلول 27 / 7 / 2014 ارتقى الحاج ومعه رفيقه أبو علي قائد كتائب سيد الشـهـداء في منطقة الضابطية بعد أن كسرو المد الداعشي وأوقفوه.
في يوم 11 / 11 إن كان لي كعراقي أن أذكر هذا اليوم، فأن الذاكرة لا تتسع سوى لأبي محمد حارس عيتا الشعب وبغداد وما بينهما.
* كارلوس شهاب
الفيديو: من جنوب لبنان إلى عراق الحُسين