في الأثر الصّادر عن أهل البيت عليهم السّلام روايات عديدة في فضل طلب العلم وما لطالب العلم من كراماتٍ في الدّنيا والآخرة، وكذلك الرّوايات التي تتناول الشّهادة والشهداء وكراماتهم فإنّها مستفيضة أيضًا.
وفي الأمرين، الأساس هو النّيّة، بل من أصعب ما يُبتلى به طالب العلم هو أن لا تكون نيّته لله تعالى فيضلّ سعيه ولا يلقى شيئًا من الكرامة الإلهيّة، وقد يبقى يعيشُ صراعًا في سبيل تحقيق الإخلاص، فيصول ويجول مع نفسه ليصل إلى مبتغاه
والأمرُ ذاته في الجهاد، فإنَّ الإخلاص في النّيّة هو المدخل للارتقاء نحو عالم السّعادة الإلهيّة وإلّا فما للمُجاهد إلّا تعب البدن.
وفي خضم ذلك كلّه، يأتي عبدٌ صالحٌ يجمع بين الأمرين، بين تحصيل علوم محمّدٍ وآله عليهم أفضل الصّلوات والجهاد في سبيل الله، فينال ما ينال من عظيم الكرامة الإلهيّة والثّواب الكبير، فتكون شهادته دليلًا قطعيًّا على خلوص نّيّته في الميدانَين، وبعد ذلك لو جمعت بين ما للمجاهد الشهيد وما لطالب العلم الشهيد فإنّ الإنسان المحبوس في أسر عالم المادّة لا يمكن له أن يدرك شيئًا من الكرامة تلك.
هؤلاء جمعوا بين العلم والعمل، وهؤلاء هم الذين تتعلّق أرواحهم بعزّ قدس الله تعالى بعد أن تخرق أبصار قلوبهم حجب النّور وتصل إلى معدن العظمة..
طوبى لكم وحسن ومآب، ولأنفسنا الحسرات، عسى الله أن يجمع بيننا وبينكم في الدّار الآخرة مع محمّدٍ وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
شهيدا الحوزة العلميّة في لبنان الشّيخ علي كاظم فتوني والشّيخ علي شبيب محسن.
* حسن فتوني