لقد تمنّى الشهادة، وهذا دأب كل مجاهد. ولأنه أراد أن يُحمل على الأكف ويسمع «بأمان الله يا شهيد الله»، جعل من صلاته عروجاً إلى الله عز وجل، ومن صيامه تنسّكاً في مغارة الانقطاع عن هذه الدنيا التي لم تترك حيلة لتجذبه إليها، ولكنها وجدته كجدّه أمير المؤمنين، قد طلّقها ثلاثاً لا رجعة فيها أبداً. لقد رأى علي الرضا أن الدينَ أكبر من تنسكٍ وتهجّد، فهو جهادٌ وتضحية، فكان طري العظم عندما التحقَ بدورته العسكرية الأولى، وهو لم يكن غائباً عن الدورات الثقافية، وكان مشاركاً في العديد من الأنشطة، لذا لا يحدد له تاريخ التحاقه بالمقاومة، إلا لحظة مولده. وكان شاباً مبادراً، متفانياً في عمله ومتقناً له، ولم ينسَ للحظة أنّ أي عمل يقوم به، صغيراً كان أو كبيراً، هو تحت أنظار صاحب الزمان(عجّل الله فرجه)، وسيترك الأثر في تعجيل أو تأخير ظهوره(عجّل الله فرجه)..