أحدٌ لن يعرف سرّ الشوق التي أوقدته تلك القبلة الخاطفة.. يومها ارتجفُ قلبُ الحاج حسان..لا .. ربما منذ تلك اللحظة غادرت روحه جسده..
في ذلك النهار الصيفي، كان تشيعُ الشهيد محمد مهدي مرتضى الذي أوصى أن يدفن بالقرب من ابن عمته علي الرضا اللقيس.. وبينما الرجال يحفرون القبر، هوى جدار قبر علي الرضا، وظهر جزء من جثمانه المبارك.. حينما رأى الحاج حسان طرفَ ابنه نزل القبر على عجالة، وراح يتلّمس جسد علي الرضا الغض الطري.. وكأنه البارحة قد دفن.. ودّ حينها لو أنه يستطيع ان يضمه إلى صدره.. ودّ لو أنه يظلّ طيلة النهار في تلك الحفرة مجاوراً حبيبه، غير أن دأب اللقاءات غير المتوقعة هكذا، تمر بسرعة، كلمح البصر... فطبع قبلة طويلة.. قبلة ما عاد الشوق نارها بل حلّ اشتياق لمن لازم ملمسه الطري الروح... ما سرّ تلك اللمسة؟ ما سرّ تلك القبلة؟ سرُّ احتفظ به قلب الحاج حسان.. ووشى به دمه الذي خضّب به ليلة أمس..
السلام على الشهيد والد الشهيد.. سلام ما بقي الليل والنهار.
*نسرين ادريس قازان – دائرة ارث الشهادة – مؤسسة الشهيد