ما قيل وكتب عن الشهيد

علّمني ولدي

علّمني ولدي

عشاق النور يسألون عن أولادنا، كيف عاشوا وكيف تربّوا!  

أجمل الحديث هو كيف تربّينا على يد الشّهيد في عالم الكثرة وعالم الأوهام والمبالغة والافتراض والمجاملات اللامتناهية

 كان هو الحقيقة الساطعة بيننا.

علّمني ولدي كيف ينزع خواتم العقيق ليغسل معي الأطباق..

علّمني ولدي كيف نضع السّبحة في أعناقنا واذا استطاع أن يخبّئها تحت قميصه فيكون ذكره لله وحده وأجمل الذّكر "لا إله إلّا الله" حيث لا شفاه تتحرّك ولا أذن تسمع إلا هو.. 

علّمني ولدي أن اسباغ الوضوء يكون بإغلاق صنبور المياه فلا أسرف بنعمة ربّي.

علّمني ولدي أن تعقيبات الصلاة هي أن يحمل أكياس الخضار لإمرأة مسنّة من أهل القرية هي نفسها حين رأت صورته عند استشهاده، قالت هذا الفتى هو من كان يحمل لي أكياس الخضار دائمًا وحين أساله عن اسمه كان يقول "أنت بس ادعيلنا يا حجة"..

علّمني ولدي أن العجائب لا تكون بحدائق معلّقة وإنّما هي للمتّقين مفازًا يوم تركنا ورحل إليها..

علّمني ولدي أنّ الحياء شعبة من شعب الإيمان كلّما نظرت إليه فخفض جناحه وأرخى عينيه إلى الأرض..       

علّمني ولدي أنّ الشّهادة ليست تلك الورقة التي تمنحها جامعته التي درس فيها ثلاث سنوات وإنّما هي تلك التي مضى إليها قبل تخرّجه بأسبوع فقط..

علّمني ولدي وعلّمني ولا زال إلى يومنا هذا يعلّمني وسيبقى يعلّم عطاشى الشّهادة حتّى يخرج من كلّ جيل شهيد يروي لنا حكايا النور..

* والدة الشهيد