ما قيل وكتب عن الشهيد

المطالع المثقّف

المطالع المثقّف

فارس مقدام، شجاع دون تردد.. النّشاط عنوانه ولديه شغف في إتقان واكمال كل ما يوكل اليه.. يتم كلّ واجباته دون ثغرات وقدرة عالية على إدارة شؤون عمله بتميّز.. يصغي بهدوء يحلّل ويستخلص العبر.. يحبّ كلّ ما هو جديد ويتابع التطور بكل مستوياته..

المشي على الكورنيش عصرًا كان من ضمن حصّة الرياضة لديه. يعشق السباحة ويتقن فن القفز بحركات إحترافية في المسبح.

والثقافة الدينية أصل في الاصغاء ضمن دروس التثقيف والفقه بدقة ليبدأ بطرح كل أسئلته الدينية في نهاية الدرس.

يتميز بسرعة الاستيعاب ويصنع من الضعف قوة. الفشل ممنوع والتقدّم إلى الأمام مطلوب. هادئ النفس دون ضجيج.

هي ليست كلمات عابرة لتقرأها أيها المتصفح، بل هي حقيقة وواقع.. مندفع للمساعدة باستمرار ويقدم كل ما يستطيع تقديمه حتى آخر نفس.

الصورة تعكس الواقع (يحب المطالعة) كما يقرأ جريدة الاخبار كل صباح قبل أن يتجه إلى عمله باكرًا ولكن علّني أتوقّف هنا عند قضية المطالعة.. قبل شهرين من استشهاده بدأ بمطالعة كتب عنوانها (ما بعد الموت) أي ماذا يحدث للإنسان بعد موته. هم ثلاثة كتب كان يقرأهم صفحة تلو الأخرى. أي سر هذا قبل الإستشهاد؟ هل علمت النّفس أنّ أجلها قد اقترب.. علّني عند كتابة هذه الكلمات دمعت عيني وكأنني أراك أمامي عندما أخبرتك أنني قرأت 30 صفحة من الكتاب الأول ليلًا، فرددت قائلًا بكلّ شغف وسرور "شفت منّا عالم مدهش"..

تغيّر مزاحه حتى أصبح لا يقبل أي كلام صادر عن طرف آخر فيه جزء صغير من الإستغابه ولو عن طريق المزاح.. تسامح مع من شعر بأنّه قد يكون قد تضايق منه في يوم من الأيام، واستسمح بسلاسة كأنّه يأخذ إذن الرّحيل والمغادرة..

الصلاة كانت العنوان في وقتها وصيام أيّام بشكل ملفت ومتتالي يزداد. يتصدّق بشكل مستمر بل كان يدفع الخمس وهو في وضع مادي قد يكون عاديًا.. في زمن الغلاء الفاحش قرّر أن يبدأ العمل بالطّاقة الشمسية بمختلف منظوماتها فأتقنها وبدأت الورش تنهال عليه كباب رزقة بالتوازي مع عمله فنجح في تركيب العديد من المشاريع وبكلّ ثقة ومتابعة وإتقان وأمانة.

ابتعد لسنوات عن أهله وعائلته وتحمل عناء الجهاد وطريق ذات الشوكة،  ليقاتل من قدم للإعتداء على أرض السّيدة زينب عليها السّلام هناك في سوريا وتعرّض للخطر عدة مرات..عاد والتحق بعمله ا لمقاوم دون تردّد إلى لبنان فالصّراع الأبرز مع من سرق القدس وفلسطين..

أيها "الباقر الأمين" الكلام يطول ولست أدري إن كانت هذه الكلمات قد تفي بحقّك أيها الملاك الاتي من السماء. رحمة من الله عليك وبركاته. استشهدت في زمن الأمين وتردد اسمك شهيدًا على مسمعه فأنت من قافلة شهداء البيجرات. خسرناك وربحت أنت! فقط أنت!

السلام عليك وعلى من استشهد معكم أيها البواسل.. السلام على رأسك الملطخ بالدماء كسيّدك الإمام الحسين عليه السّلام.. أبلغ سلامنا إلى جميع الشّهداء والصّديقين والأئمة الأطهار وادعو لنا في عليائك لنلتحق بكم إلى عالمكم حيث أنتم تنعمون مع الملائكة والمقرّبون والشّهداء والصّديقين.

Hasan Fn*