عمل جاهداً ليكون قدوة ومثالاً يُحتذى في زمن تزاحم المفاهيم المغلوطة لجيلٍ ضائع في سراديب العولمة الفتاكة..
تميزت علاقة بشير بوالديه وإخوته بدفء وحنان، وكان لا يرفض لهم أي طلب، وقد تأثر كثيراً بخاله المجاهد الذي فقد بصره اثر إصابته في إحدى العمليات العسكرية للمقاومة الإسلامية، وحفظ منه دروب الصبر والتحمل والاحتساب، وكان دائماً يتحدث عنه أمام رفاقه ويتحين الفرص لزيارته والاطمئنان إلى صحته.
ومع تزاحم الأعمال، خطا بشير في مهنة التعليم أولى خطواته، حيث درّس التصميم الزخرفي ومادة الرياضيات في المدارس والمعاهد. وإلى جانب تدريس الطلاب، زرع فيهم القيم والمُثل العُليا، وعمل جاهداً ليكون قدوة ومثالاً يُحتذى في زمن تزاحم المفاهيم المغلوطة لجيلٍ ضائع في سراديب العولمة الفتاكة.. وما إن دقّ نفير الحرب حتى سارع بشير للالتحاق بالجبهة، وسعى جهده لينال الموافقة على انتقاله إلى الجنوب، حيث بقي يقارع العدو شهراً بكامله.
وذكر كل من رآه في قرية "البياضة" حيث كان مرابطاً، أنهم لم يروا أشجع منه، فهو كان ينقل الصواريخ لوحده، ويركض متحدياً الطائرات غير آبهٍ بالمخاطر، وقد عرّض نفسه للخطر في سبيل إنقاذ أحد المجاهدين الجرحى، وحفر خندقاً صغيراً وضعه فيه بعيداً عن شظايا القذائف حتى تسنى اخراجه من المنطقة. وكان في البياضة عجوز لم تستطع الخروج من القرية فبقيت في منزلها، عرف بشير بشأنها وصار يأخذ لها الطعام يومياً ويتفقدها، وأخبر رفاقه أنه كان مستعداً لحملها على ظهره والخروج بها من هناك لو كان وزنها يسمح بذلك، ولم تؤخره الطائرات أو القذائف يوماً عن تفقدها.