ما قيل وكتب عن الشهيد

  • الرئيسة
  • صاحب الرّوحية والطهارة والبراءة
صاحب الرّوحية والطهارة والبراءة

صاحب الرّوحية والطهارة والبراءة

كان واضحًا لمن حوله أنه يبحث عن الشهادة.. كان يريدها يشتاق لرائحتها وحلاوتها..

كان حسين شابًا تطوف الحياة في كل خلاياه، مٌشرق الوجه، فائض الابتسامة، مرتّبا أنيقًا جميل المحيا بخدّين عريضين وغمّازتين جميلتين.
كان حسين متميّزا بطلاقته وبشاشته وضحكته الجذّابة، بأسلوبه وبطيب حديثه وكلامه ومنطقه..
كان حسين مندوب قاعتنا في كلية العلوم بل كان محرّك الطّاقة فيها والسّاعي الدؤوب في خدمة الطّلاب، وكان كالمغناطيس كيف نظرت إليه وجدت حوله بعض الطّلاب.. خرق قلوب الكلّ دون استثناء حتى أحبّه القريب والبعيد والخصم والصّديق.
كان حسين ذاك الرياضيّ النشيط القوي الحرِك الذي لا يهدأ.. أحبّ السّباحة والكرة والرابيل والرماية... كما أحبّ الجهاد والعسكر والدّورات العسكرية.
كان حسين عاشق رفاقه، وخير جليس لأحبائه، كانوا أنفاسه، يحل حيث يحلون، لا يتخلف عن سهرة أو جمعة أو مشروع أو زيارة حيث يجتمعون.
كان حسين الطّالب المجد الطموح الملتزم بالدّرس والتعلّم وكان "البرّيش" الذي لا يترك فرصة للدرس ولا يضيع لحظة "حتى أنو كان يدرس بالباص عالطريق نحن ونازلين على المظاهرات بعوكر".
كان حسين أغلب وقته بل بيته الثاني مسجد القائم وعمل الشعبة وكان محور الاستقطاب في شعبة القائم ويلتف حوله الصغير والشاب والرجل الكبير والله يعلم كم ترك من آثار الهداية في بصماته.
كان حسين صاحب الرّوحية والطّهارة والبراءة والإيمان، أهدافه محدّدة وواضحة ويعرف أين يسير وماذا يريد، صاحب بصيرة ووعي وأفق ويقين.
كان حسين قبيل الحرب يتابع صدور نتائج الجامعة وكنا رباعيّا مقرّبين، اتصل وأخبرني أنّه وحده نجح ورسب ثلاثتنا ذلك العام الدراسي.
كان حسين أول أيام الحرب يشارك في دورة عسكريّة ولما ينهها بعد، أصر إصراراً شديداً لأجل الالتحاق بالجبهة، كان واضحا لمن حوله أنه يبحث عن الشّهادة كان يريدها يشتاق لرائحتها وحلاوتها.
كان حسين ورفيقه يطلقون من بلدة جنوبية رشقة من الصواريخ ضد أهداف العدو الإسرائيلي، رصدهم الطيران الحربي ركضوا الى أحد البيوت فأسقطته الطائرة بصواريخها فارتقى ورفيقه شهداء.. وكم هو مدهش أن يبلغ الإنسان بطهارته وإخلاصه في زهرة عمره هذا المقام، وأن يوجه كل طاقته في رضا الله وفي سبيله غير ملتفت لكل الدنيا التي كانت مقبلة عليه.
وصلنا نبأ شهادته في نفس يوم ميلاده ليخبرنا أنه مجدداً وحده نجح حسين ورسب ثلاثتنا..

* أحد الأصدقاء المقرّبين من الشهيد حسين رزق