وصيّته

  • الرئيسة
  • ها أنا أكتب إليكم وقد دنا أجلي
ها أنا أكتب إليكم وقد دنا أجلي

ها أنا أكتب إليكم وقد دنا أجلي

الوصية كتبها قبل ثلاثة أيام من استشهاده..

بسم الله الرحمان الرحيم

وَلَا تَحْسَبَنَ الَّذِينَ قُتلُوا في سبيل الله أمواتًا بَلْ أَحيَاءٌ عِنْدَ رَبْهمْ يُرْزَقُونَ

ها أنا أكتب إليكم وقد دنى أجلي؛ راجيا من اللّه عز وجل أن يقبلني من الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه وبذلوا أنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة المستضعفين في الأرض وعسى أن نكون من جيش صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه).

لا شك أن ألم الفراق صعب، ولكنه فراق يتبعه شوق ولقاء في دار أعدها الله عز وجل للمتقين بجوار رسوله (صلى اله عليه وآله) وأهل بيته الكرام.

  أوصيكم ألا تجزعوا ولا تحزنوا، بل تذكروا واستحضروا وصية الرسول (صلى اللّه عليه وآله) وكيف ظُلم أهل بيته الكرام (عليهم السلام). من نحن وما حل بنا مقارنة مع هؤلاء الكرام، الذي خلق الله سبحانه وتعالى الكون من أجلهم، ولكن من هوان الدنيا على اللّه تعالى ظُلم فاطمة (عليها السلام) وما أدراكم ما فاطمة وغصب حقّ علي (عليه السلام) بالخلافة وهتك الحسن عليه السلام وقتل الحسين عطشانا وسَبي النساء وتكبيل علي زين العابدين (عليه السلام) وقَتل من قُتل من سلالة الأئمة عليهم السلام. وغيبة إمامنا (عجل الله فرجه) فحين نستحضر هذا المشهد يعزً علينا البقاء دونهم والعيش من بعدهم وترفض أنفسنا في سبيل إعلاء منهجهم. لذلك أوصيكم بأن يكون حزنكم وبكاؤكم من أجلهم لا من أجلي وإحياء ذكراهم وسنّتهم.

 فليشهد من عرفني أن الله عز وجل قد أنعم عليّ بالمال والبنون وكل ما يتمناه المرء في هذه الدنيا الفانية،‏ إلا أنّي واللّه شهيد على ما أقول قد طلقت هذه الدنيا شوق للقاء رب غفو وكريم، وقد بذلت مالي ونفسي في سبيله ولم آخذ معي شيئا، ورجوت رب أن يقبلني مِن الشهداء في الدنيا قبل الآخرة.