ما قيل وكتب عن الشهيد

عاش الدنيا بكل تفاصيلها

عاش الدنيا بكل تفاصيلها

استطاع علي بمدة صغيرة أن يصنع ذكريات لزوجته وأطفاله سوف يعيشون على طيفها لأعوام

تسألني صديقة لم تعرف علي قبل استشهاده، غريب كيف لمن يبدو في وصيته زاهدا في هذه الدنيا لهذه الدرجة أن يبدو في الوقت عينه من خلال حديث عائلته، محبا للحياة نابضا بها؟!
وحين أجبتها وجدتُ صفة يجب أن تصبح من أسس شخصية كل ممهد، ألا وهي "استغلال كل الموارد المتاحة بأفضل طريقة ممكنة". 
كان علي مبدعا في استغلال كل ما رزقه اياه الله واستخدامه بأفضل طريقة ممكنة، ليس فقط على الصعيد العلمي والجهادي، بل على الصعيد الاجتماعي والعائلي، لذا استطاع بمدة صغيرة أن يصنع ذكريات لزوجته وأطفاله سوف يعيشون على طيفها لأعوام.  
لم تكن الدنيا التي زهد بها عدوته، بل عاشها بكل تفاصيلها دون أن يسمح لملذاتها بأن تجره الى طريق غير الذي رسمه لنفسه، استطاع ترويض الدنيا له! 

لا أدري إن كانت هذه في سلم الكمالات درجة، أو ربما من واجبات كل ممهد، وقد يسأل عنها يوم الحساب، أُعطيت حصاة في أرض جرداء أتحولها تحفة فنية وتزرع الأرض زهورا تجذب الفراشات، أم تمر مستصغرا قدر الحصاة؟

عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.

وقد أتقن علي لعبة الدنيا..

*زهراء نصرالله ( قريبة الشهيد)