للسيد حسن نصرالله أقول: الحمد لله الذي خلقني في زمان أنت فيه.
بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
أكتب هذه الكلمات قربة إلى الله تعالى، ناوياً أن أكون شهيداً يوم غد، يوم الوقفة في وجه الطاغوت، لعل الله يغسل بدمي الظلام الذي يعمي عيون بعض الناس عن العدو الحقيقي لهذه الأمة: أمريكا. أمريكا اليوم تمثل اجتماع قوى الشر في العالم، وهي تجسيد هائل الحجم لإرادة الشيطان في تخلف البشرية وتشتتها وضياعها عن الهدف الذي خلقها الله من أجله. فتشوا في كل مصيبة تصيب البشرية اليوم، وستجدون أصابع أمريكا وعملائها، في العراق وفلسطين ولبنان وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وحتى في أوروبا وأمريكا نفسها. إن هذا النظام المليء بعقد الضعف والنقص المتسلط يظن أن بإمكانه الوقوف أمام سيل دماء الشهداء الذي يهب الحياة للبشرية… وفي لبنان يجب على كل من يتخد موقفاً أن يكون ملتفتاً, أن يكون بوعيه أو لا وعيه مشاركاً في تنفيذ مخططات أمريكا الشيطانية والاستكبارية.
أيها الناس، أتحتاجون إلى المزيد من دماء الشهداء لتعلموا أن أمريكا هي العدو، وأن كل مصائبنا تأتي منها ومن أوكار جرذانها المنتشرة في العالم والتي يخطط فيها كل شيء ويدار منها كل باطل؟ أمريكا لا صديق لها، لأن الخيانة جزء من كينونتها، وهي التي سحقت في سبيل مصالحها كل أذنابها الأوفياء لها كصدام حسين ونظام طالبان وما خيانة اسرائيل لعملائها في لبنان إلا درس تعلمه هؤلاء من أسيادهم الأمريكيين.
أقول لكل الجبناء، دمي صفعة لوجدانكم إن كنتم تدينون لله بعبودية تحبسكم عن إذلال أنفسكم في سبيل أمريكا، فكونوا أحراراً، واعتبروا، واعملوا لدنياكم، لأن مصير الجبان ليس إلا الموت الذي منه نفر، ومصير الخائن ليس إلا الخزي في الدنيا قبل الآخرة. العزة والكرامة والنصر والمجد لا تكون إلا بالوقوف مع الحق في وجه الظلم، وأما المواهنة على الرياح والهواء، فلا تجني لصاحبها إلا أن يستيقظ ذات يوم في عرض البحر حيث لا منجى ولا ملجأ.
كاذب كل من ادعى الوفاء لدماء الشهداء وهو يريد أن يقف حيث رفضوا الوقوف، ويقول نعم حيث قالوا لا. وكاذب من زعم أنه يرفع علم بلاده، و يدافع عن حريتها وكرامتها، وهو يسلبه حدوده وسياجه وألوانه، لاسيما لونه الأحمر حتى يغدو علماً من دون لون، فالعلم الذي لا لون له هو راية الاستسلام وشعار الخانعين.
للسيد حسن نصرالله أقول: الحمد لله الذي خلقني في زمان أنت فيه. وأسأل الله بدماء الشهداء أن يطيل عمرك في خدمة المستضعفين و إعلاء كلمة الحق وأن يختم لك بالسعادة والشهادة بين يدي وليّه أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
العبد وسيم شريف (حسن)
من روحه لتراب مقدم صاحب الزمان فداء
15/3/2005م