ما قيل وكتب عن الشهيد

حفاظه على الأسرار الجهادية

حفاظه على الأسرار الجهادية

كان يتجنّب الأسئلة عن اسمه أو اختصاصه العسكري

"بعد استشهاده بساعات.. طلب إليّ بعض الأخوة اسم محمّد الجهادي، كي يطبعوا صُوَره باسمه.. فكرت قليلاً ثمّ قلت لهم... "أنا لا أعلم اسمه الجهادي!" لم أستطع أن أشرح لهم كيف أنّي أنا، صديقه المقرّب منه، لا أدري اسمه الجهادي، فهو لا يذكره أمامي، ولا يحدّثُ أحداً بالرحلات الجهادية التي يقوم بها.. ويتجنّب الأسئلة عن اسمه أو اختصاصه العسكري."

* سلمان حرب، صديق الشّهيد المقرّب

 

لقد اتّسمت شخصيّة "منتصر" بالكتمان، ولا سيّما إذا تعلّق الأمر بعمله الجهاديّ. لم يكن أحد من العاملين في محلّات "السندس" التي يديرها، على علمٍ بانتمائه إلى المقاومة إلّا بعد استشهاده. كان يتابع شؤون الموظّفين الشخصيّة بكلّ أخوّة، فلم يروا منه طول مدّة إدارته إلّا الفعل الجميل ورفعة المقام.

كثيرة هي المواقف التي تنبّئ عن جماليّة شخصيّة الشهيد. فهو الذي يقدّم المصلحة العامّة والأخوّة على ذاته، مهما كلّفه ذلك من عناء. لم يكن شخصيّة تتباهى بأفعالها، بل كان يكتم عمله الصالح ويودعه سرّاً بين يدي الله. تلك الشخصيّة ذات المزايا الأخلاقيّة، التي عاينتها زوجته عن كثب واكتشفتها في سنيّ عمرها معه(6)، حجزت سريعاً مكاناً في قلوب من عرفوه بحسن أخلاقه وجمال ابتسامته وهيبته.

* موقع بقية االه