بعد اجتيازه الصفَّ الخامس
كان الصيفُ خيِّرًا بالمقاييس الطفولية.
إذ أهدى والدي الذكورَ الأربعةَ دراجاتٍ هوائيةً جديدةً.. إحداها أقلَّت ”بشيرًا“، في العاشر من المحرَّم، إلى ”المجدل“ حيث يمثَّلُ المصرع.
على مشارفها أُنصِتُ
ربّما أسمَعُ صوتَ الصُّنج والسلاسل، واصطكاك السيوف.
أتحيّنُ بُحّةَ صوته، مردّدًا:
”أبَد والله، يا زهراء، ما ننسى حُسينا“.
أرقبُ الظهيرةَ المحترّةَ التي خمّرَت وجهَه، وقد سُرقَت درّاجتُه فعادَ إلى البيت مشيًا
ولا شايَ ”أبو علي“ ليرويَه.
الماءُ تبخَّرَ في المصرع، حسَرًا.
- اقتباس من كتاب خمس وعشرون الذي يتكلّم عن سيرة الشّهيد بشير علويّة، صادر عن دار أثر، للكاتبة خولة سليمان.