ما قيل وكتب عن الشهيد

الشهادة تفتخرُ بك

الشهادة تفتخرُ بك

الشهادة بناءٌ من النور.. يضع الشهيد أحجاره حجراً حجراً، ولبنة ولبنة، بعشقِ الخلوة مع نور النور في الليل،

نحاول أن نختلي بالسماءِ، كي نُدخل النور إلى قلوبنا.. نجرح قلوبنا بشوكة التفكر والتأمل.. ثم لا ينزل من هذا القلب إلا ماء الغربة فقط!

ثم يأتيك خبر ارتحال شهيدٍ.. يبعثر كل أفكارك عن الشهادة.

كنا نظنُّ أن فرصة الشّهادةِ يتم وهبها كما يفعل الملوك.. تنال حظوتكَ أحياناً من دون بذل أي شيء!

مخطئون حينما نفكّر هكذا.

الشهادة بناءٌ من النور.. يضع الشهيد أحجاره حجراً حجراً، ولبنة ولبنة، بعشقِ الخلوة مع نور النور في الليل، وتسلّق أكتافِ الغيبِ في النهار.. بالتعب.. بالصبر.. بتحمّل جلدِ ذوي القربى.. بابتلاع سمِّ الهزء والاستخفاف.. وحُفر النُّكران التام.

وحيداً، يبني سفينة العشق في صحراء البشر.. ويمرُّ كثرٌ حوله يقولون له: هنا لا ماءَ يحملُ سفينتك!

ثمّ، يفور تنّورهُ حينما يصل الغيبُ إلى قناعةٍ شديدةٍ بلياقة هذا للشهادة.

حسين. أنت بعد قاسم وحسين وجهاد.. وغيرهم.. من أجمل من وجدتُ لياقةً بالشهادة. الشهادة تفتخرُ بكَ.

بتواضعك.

لا! بحيائك! حياءٌ يذكرني بالنبي محمد.. لم أجد حياءً فعّالاً مثل حياء حسين، حياؤه أكثر من كل الفتيات والنساء اللواتي مررن أمامي، مطلقاً.

طريقُ مسجد القائمِ، يتنفس خطوكَ.. والصلاةُ هناك، خسرتْ أجمل المصلين العابدين..!

يا لوجهك.. لحبّك.. لقلبك..لوعيك..لشغفك بالعلم.. وحبّك العلماء..

المرات التي جلسنا فيها معاً، أتذكرها كالسّحر.

كنتُ أودّ أن تطول، أن أتخذك أخاً.

لكن، الحسرات التي في القلب لا تحتاج إلى مسبِّب!.

يا لوجهك!

لحمرة خديك!

لحياء صوتكَ!

لقلبك!

لزيارة عاشوراء التي تحفظها عن ظهر قلب!

لأسئلتك التي في بالي..

لا أبقاني الله بعدك.. وبعد جهاد.. وحسين..وقاسم..

ما لحرارة احتضاني لكم لا تفارق بدني..!؟

ما سرُّ هذا الدفء..؟!

حسين شريف أسعد.. هنيئاً لك ادراك القافلة.. لا تنسَ تائهي هذي الصحاري.

-الشيخ محمد باقر كجك