كيفية الاستشهاد

في هجوم جرود عرسال

في هجوم جرود عرسال

أراد "منتصر"، كما دائماً، المشاركة في أيّ عمليّة في أقرب فرصة، إلّا أنّ تلك المرّة أظهره "الشوق الذي كان يلمع في عينيه كمحبّ أضناه الهجر عن حبيبه".

اتّخذت قيادة المقاومة قرارها بشنّ هجومٍ جديدٍ في جرود عرسال، وكان "منتصر" أحد المشاركين في الهجوم بعد طلب المسؤول الأعلى في الاختصاص العسكريّ للشهيد. صباح الإثنين 1 حزيران 2015م، غادرت الباصات بأجمعها عند الثامنة والنصف تقريباً.

ليلة الأربعاء، ظلّ "منتصر" طوال الليل يتهجّد مستغرقاً في صلاته غافلاً عمّا حوله، وانتقل صائماً في اليوم التالي مع آخرين إلى إحدى التلال المتقدّمة. كان سيرُ المعركة واضحاً، يومان من القتال المرّ تهاوت خلالهما مواقع المسلّحين وسقطت دفاعاتهم.

الخميس الرابع من حزيران قبيل الساعة 11 وثلث، صعد "منتصر" مع رفيقه "مظلوم" إلى موقع القلعة حيث يوجد بعض الإخوة المجاهدين. لحظات وأصاب الموقع صاروخ العدوّ التكفيريّ، ودفع عصف الانفجار كلّ من كان في المكان إلى ناحية، وحده "مظلوم" الذي هبّ لنجدة إخوته في الجهاد، لم يصبْ إصابةً بالغة، لكنّه لم يجد "منتصر" في أرض الموقع، فنظر إلى خارجه، "فوجده ملقى فوق صخرة أسفل الموقع ودماؤه التي سالت من تحته تلمع من بعيد"

* موقع بقية الله