معتمداً على مبدأ أنّ التدريب ليس نقل معلومة فحسب، بل هو تلبية روحيّة للفرد..
التحق خضر بالعديد من الدورات العسكريّة التخصصيّة، وكان يُشارك في المرابطات على الثغور وفي بعض المهام الجهاديّة، حتّى طُلب إليه عام 2005م الانتقال إلى العمل العسكريّ في منطقة الجنوب، فما كان منه إلّا أن انتقل وعائلته إلى هناك، ليقسّم وقته بين العمل الجهاديّ والتربويّ، وقد بدأ منذ ذلك الوقت العمل مدرّباً حيث برع في هذه المهمّة، مستغلّاً مهاراته في أساليب التعليم الممنهج، ومستخدماً طرائق ومهارات تتناسب وأعمار المتدرّبين، معتمداً على مبدأ أنّ التدريب ليس نقل معلومة فحسب، بل هو تلبية روحيّة للفرد.
بهيبة لافتة كان يقف "الأستاذ فداء"، كما كان المتدرّبون ينادونه، ولكن سرعان ما كان يُظهر عطفه ولينه في التعاطي معهم، لدرجة أنّه كان ينادي كلّ فرد منهم "يا بيّي"، فأرسى بشخصيّته المحبّبة الراحة والسكينة في نفوسهم. وكذلك كان في ميدان التعليم، إذ كان شديد الحرص على مساعدة زملائه وتلاميذه، وأدّى دور حلقة الوصل بين الجميع إذا ما اختلفت الآراء، ولم يتوانَ للحظة عن لفت نظر أحدهم إلى أيّ تفصيل قد يضرُّ بالعمل. كما كان يواكب الأفراد في حياتهم الشخصيّة، فيساعدهم على اجتياز الصعوبات بالنصيحة والموعظة الحسنة.