وفي اللقاء الأخير له مع رفيقيه في النقطة التي كانوا يتمركزون فيها، عانقهما طويلاً، ورفض أن يبقى أي منهما معه لأنهما متأهلان، وقد استغربا إصراره على معانقتهما قبل أن يغادرا، لأنهم بقوا طوال فترة الحرب مع بعضهم البعض. كان في الحرب متفانياً صابراً، مبادراً ومقداماً، لم ترهبه القذائف التي لاحقته، ولا الطائرات التي حصدت وجه الضاحية، وقد دمرّت منزلهم في حارة حريك، ليبتلع الركام الكثير من حاجياته وذكرياته..