قصصه الجهادية

مناوبا طوال اللليل

مناوبا طوال اللليل

فيكمل الباقي من الليل مناوبًا حتى الصباح دون أن يعلم أحدا..

وهناك  في حرّ شهر رجب يشتهي ماء فيصبر حتى يسمع عند الغروب من المآذن أن "حيّ على خير العمل". وها هو ذاك الشاب العشرينيّ الأسمر الوجه على الجبهة يروم الوصال وفي خدّه خال يحكي الجمال يرتدي بدلته العسكرية  ويقوم بالحراسة ليلا فيذهب ليوقظ رفاقه فقد انتهت مناوبته وجاء دور صديقه، فيراه نائمًا ينعم بدفء بطانية رقيقة يستعذب صوت أنفاسه النائمة، فيتركه ويعود إلى موقعه ويتمّم مناوبة أخرى ثم يذهب بعد انقضاء الثلث الثاني من الليل، يتّجه نحو ثالث من رفاق الجهاد ليوقظه فقد حان دوره في الحراسة، فينظر في وجهه وقبل أن يمدّ صقيع يده التي تكاد تتجمّد من البرد على دفء بدنه، يرقّ قلبه لتعب الأيّام الذي خطّ فوق جبينه فيتركه في وداعة النوم ليعود تامر فيكمل الباقي من الليل مناوبًا حتى الصباح دون أن يعلم أحدا أنّه سهر كلّ الليل مناوبًا حارسًا للعقيدة ولنور العقيلة. فقط احمرار عينيه والجهد على وجهه كانا يحكيان أنّه قد أحيا الليل ساهرًا للحراسة فأحيا القلوب شاهدًا ثم شهيدًا.

* والدة الشهيد