بطاقات الشهداء

وكأنّه الوداع

وكأنّه الوداع

الشهادة في سبيل الله هدف لم يُخفِه الشيخ يوسف يوماً عن أحد، لا عن والدَيه ولا عن أخواته، ولا عن زوجته، ولا حتّى عن أطفاله. فلا تكاد تخلو جلسة معهم إلّا وذكّرهم بأن يتجهّزوا للالتحاق بركب عوائل الشهداء، لطالما أوصى زوجته بالانتباه إلى كلّ تفاصيل العفّة والصبر عند سماعها خبر استشهاده. أمّا ابنته الكبرى التي أجلسها في حضنه ليلاعبها قبل استشهاده بثلاثة أيّام، وراح يمسح على رأسها كما يُمسح على رأس اليتيم، فقد همس لها أنّها ستكون عمّا قريب ابنة شهيد، فالتفتت أخته ناحيته مستغربةً، وقد خفق قلبها قلقاً، خاصَّة بعدما اتّصل بها باكراً طالباً منها القدوم من صيدا حيث تقطن، لقضاء يومٍ عائليّ معه، كما كان يحبّ دائماً.

هل كان يعلمُ أنّه اللقاء الأخير، ولهذا ألحّ عليهم جميعاً على مرافقته إلى القرية؟!  الله العالم.