بطاقات الشهداء

أتَرى ذاكَ الرخامُ على جسدي؟

أتَرى ذاكَ الرخامُ على جسدي؟

يا واقفاً على قبري، أما زِلتَ ترى ذاكَ الرِخامُ على جسدي؟!

لَم أحْمِل سلاحي في يدي لأَنِّي عشِقْتُ الْمَوْت وَلَمْ أُطْلِقْ مِنْهُ ناراً لأَنِّي عَشِقْتُ الحياة..
بَلْ لأنها الحقيقة أرَدْتُها ولم أَمْنَحْها مِن إخْلاصي ما يكفي، فلا تُعاودوا ما قَصَرْتُ بِهِ أعمالي...

 

وأوصيكُمْ أَنْ تكتبوا على رخامِ قبري عند مماتي: "يا واقفاً على قَبري، أتَرى ذاكَ الرخامُ على جسدي؟
مَن يمكُثُ في الأعماقِ عَبْدٌ عرفَ الحقيقةَ فَلَمْ يُنْجِدْها، حتى نالَ العَفَنُ مِنْ روحِهِ قَبْلَ أَنْ يطالَ جَسَدَهْ...
وها الآنَ ما بَقِي مِنْ لَحْمِهٍ فُتاتا ولا مِن عظمِهِ رمادا، وما عادَت تستجدي الديدانُ من بَقاءها نَفعا...
فخُذْ من هذا عِبرة و صِغْ كُلَّ ما علِمتُه في قَلْبِك،ففيهِ احساسُكْ و مِنْه فِعْلُك.

يا واقفاً على قبري، أما زِلتَ ترى ذاكَ الرِخامُ على جسدي؟؟!"