هذه الحياة نمرّ فيها مرورًا غير إراديّ لنصل إلى مرحلة أخرى هي الآخرة ووسيلة الوصول إليها هي الإخلاص،
بسم الله الرّحمن الرّحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّي الحنون، السّلام عليكِ أيّتها المضحيّة في سبيل العيال، يا من سلّمت لله أمركِ ومضّيتِ في تربيتنا وحرصتِ على تعليمنا حتّى جسّدت تجربتك كلّ معاني التّضحية. منكِ نهلت كلّ هذا العطاء، ومنكِ تعلّمت أنّ التّضحية في هذه الحياة واجبةٌ في سبيل من نحبّ، وضرورةٌ من أجل نيل العزّة. أمّي الحبيبة، تعلمين جيّدًا أنّ الحياة لا قيمة لها، إذا ما قدّمنا بعضًا من ذاتنا من أجل الآخرين، وبالعلم نستطيع أن نقدّم ونُعطي ونقاوم. كنت تسألين دومًا عن العلم، وتسعَين لننال أعلى الدّرجات، لذا لم أكن أفوّت فرصةً للسّعي نحو العلم واكتساب المهارات، كلّ هذا لأنّني أريد أن أعيش في الحياة بعزّة وأسير نحو الجهاد لنيل المزيد.
إخوتي وأخواتي، لَم أحْمِل سلاحي في يدي لأَنِّي عشِقْتُ الْمَوْت وَلَمْ أُطْلِقْ مِنْهُ ناراً لأَنِّي عَشِقْتُ الحياة.. بَلْ لأنها الحقيقة أرَدْتُها وسعيت من أجلها فكان جهادي بابًا من أبواب الحصول عليها. إخوتي، هذه الحياة نمرّ فيها مرورًا غير إراديّ لنصل إلى مرحلة أخرى هي الآخرة ووسيلة الوصول إليها هي الإخلاص، أمّا طريق الوصول فهو الجهاد.
