قصصه الجهادية

أستاذ متعدّد المواهب

أستاذ متعدّد المواهب

كان أسلوبه أخّاذاً وطريقته جذّابة، إنه بحق أستاذ متعدّد المواهب.. لم يكن يعير الدنيا أهمية وروحه كانت منشدّة إلى العالم الآخر..

انتصرت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 فقد نظّم مسيرة تأييد لها معلناً أمام أهل بلدته الولاء الكامل لهذه الثورة وقائدها الإمام الخميني.

بقي الحماس عند الشهيد محمد متوقداً إلى أن جاء الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982م فازداد نشاطه توقداً وقلبه توهجاً واشتعلت الحماسة الحسينية في قلبه وروحه، حينها وقف في مسجد مشغرة مخاطباً أهلها بضرورة قتال الغدة السرطانية إسرائيل ودعا في كلمته إلى التصدي والمواجهة مهما كانت الإمكانيات ضعيفة.

ولما كان القرار من كل القوى الفاعلة في تلك الفترة الانسحاب غادر مع جملة المغادرين إلى بعلبك وكان سكنه في بلدة النبي شيت مع عائلته المؤلفة من الزوجة وخمسة أولاد: حسن وأحمد وعناية وبتول وزينب. لم تكن المغادرة حباً في الدّعة والراحة، إنما كانت من أجل الاستعداد للمواجهة، يدل على ذلك التحاقه بأول دورة عسكرية مع الأخوة الحرس الذين بثوا الروح المعنوية في نفوس المجاهدين، وقد كان الشهيد أبو حسن مورد إعجاب كل من شاهده في تلك الدورة، بل إنه اختير لإلقاء الدروس العقائدية والسياسية في الدورات التالية، ولكم كان أسلوبه أخّاذاً وطريقته جذّابة، إنه بحق أستاذ متعدّد المواهب.. لم يكن يعير الدنيا أهمية وروحه كانت منشدّة إلى العالم الآخر.