محمّد الحافز الاول والنبض الطاهر لكل من حوله
انتسب محمّد باكراً إلى الكشّافة، وكان كالمحرّك بين أبناء جيله، وإذا كان حيويّاً أكثر من اللازم أحياناً لمن هم أكبر منه سنّاً، غير أنّ توافقه القلبيّ مع أقرانه كان لافتاً، فقد أَوْلى عنايةً خاصّةً بالمشاعر، فلا يكاد يصدّق أحد أنّ هذا الفتى يحمل هذا الكمّ من المشاعر الرقيقة التي يغدق بها على من حوله.
ففي إحدى الدورات العسكريّة، وقع الطعام من أحد الإخوة فوق التراب، فسارع محمّد إلى مساعدته وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والتخفيف عنه بما يمكن من كلام، ولكنّ الغريب أنّهما لمّا وصلا إلى الخيمة، بادر محمّد إلى تناول ذلك الطعام غير عابئ بحبيبات التراب التي علقت فيه، مبتسماً في وجه الأخ ملتذّاً بالطعم.