قصصه الجهادية

هديّة لعمِّهِ

هديّة لعمِّهِ

قُبيلَ ذكرى استشهاد عمه ، التحق بالرّكب وكانت "الهدية الاجمل "

بعد سنوات من الجهاد في مناطق عدّة من سوريا، حطّ رحاله في "تدمر"، التي تركت في نفسه أيّما أثر؛ فهناك، الطعام، والماء، والأنفاس ممزوجة بطعم الغبار، وكانت رحلته الأخيرة إليها قريبة من الذكرى السنويّة لاستشهاد عمّه، وقد سأل ابن عمّه عمّا يمكن أن يقدّمه لعمّه في ذكراه، وربّما لم يجد أفضل من اللقاء في ذلك اليوم.

كانت أمّه محتارة بحالها، فقد أثقل الهمّ قلبها وقلب مَن معها، وكسا الحزن وجههم، خصوصاً وأنّ تواصلهم مع محمّد لم ينقطع، بل أرسلوا له صورهم قبل أن يصلوا القرية، ولكنّ قلب الأم أصدق إنباءً من الكتب، وكأنّها أدركت رحيل ولدها لحظة انفصال روحه عن جسده.