قصصه الجهادية

طريق الجهاد والكفاح

طريق الجهاد والكفاح

واستمر في عمله إعلاءً لكلمة الحق، الحق الذي عاش لأجل أن يراه...

 مع بدء العمليات الأولى للمقاومة الإسلامية، وفي زمن الخوف والخضوع، حوصرت مجموعة من المجاهدين على تلٍ محاذٍ لقرية مجدل زون، فخشي بعض الناس من عودتهم إلى القرية خوفاً من تدمير الطائرات الإسرائيلية المنازل، فما كان من خليل، وهو ابن ست عشرة سنة، وأحد رفاقه إلا أن عبرا الوادي الوعر ليصلا إلى المقاومين ويخرجاهم من القرية بعد تأمين السيارات حتى وصلا بهم إلى صور دون أن يتأذى أحد منهم. وكان هذا العمل الخطوة الأولى في طريق طويل من الجهاد والكفاح.

ومع مضي السنوات وبسبب حركته الدائمة، والتأثير المباشر في نفوس الناس الذين وجدوا فيه نموذجاً حقيقياً للإنسان الصابر والمحتسب، والمخلص المتفاني، أدت إلى إدراج اسمه على لائحة المطلوبين للعدو الصهيوني والعملاء، وصار شغلهم الشاغل التربص به ومراقبة تحركاته، حتى هدد العدو الصهيوني بتدمير المنزل فوق رؤوسهم، ما اضطر العائلة إلى ترك منزلها لأيام طويلة، كانت أمه خلالها تقوم بتفقد البيت يومياً قبيل عودته من صلاة الصبح خوفاً من أن يكون مزروعاً بالألغام، فادية بذلك ولدها الذي كانت تخاف عليه من نسمة الهواء، وقد وجدت ذات يوم في المنزل ورقة مكتوباً عليها باللغة العبرية، فأعطتها لولدها الشيخ خليل الذي أدار لكل التهديدات والملاحقات الأذن الصماء. تحمّل الشيخ خليل الغربة المريرة في سبيل وضع دعائم صلبة للعمل المقاوم في بلدته والقرى المجاورة، وتخلّى عنه الكثيرون في الزمن الصعب، ولكنه لم يهن ولم يحزن واستمر في عمله إعلاءً لكلمة الحق، الحق الذي عاش لأجل أن يراه.