قصصه الجهادية

في الليلة الاخيرة

في الليلة الاخيرة

بينما الكلّ ما بين نائم ويستعدّ للنّوم، كان يجلس خارج الخيمة، تحت ضوء القمر، يحمل أوراقًا صغيرة، أو لعلّه كتاب دعاء، ويحيي ليله بكلّ خشوع وإخلاص

بدأت القصّة عندما قدّم أحد الأخوة المجاهدين لحافًا إضافيًّا لمنتصر، لماذا اللّحاف الإضافي؟ يجيب عن ذلك مجاهد حضر ذاك المشهد ورافق الشّهيد في تلك الأيّام واللّيالي الّتي سبقت استشهاده...

يقول: رأينا منصرًا في تلك اللّيلة وحيدًا بينما الكلّ ما بين نائم ويستعدّ للنّوم، كان يجلس خارج الخيمة، تحت ضوء القمر، يحمل أوراقًا صغيرة، أو لعلّه كتاب دعاء، ويحيي ليله بكلّ خشوع وإخلاص، كانت ليلة باردة لا تتحمّلها الأجساد لشدّة برودتها، وكان منتصرٌ يغطّي جسده بلحافٍ، تقدّم منه أحد الأخوة وأعطاه لحافًا إضافيًّا كي يدفئ جسده وطلب إليه أن يقبله، عندها سأله منتصرٌ  عن باقي الأخوة في المنطقة، وعندما علم عن حالهم رفض قبول اللّحاف وقال للأخ (بما معناه):

إمّا أن ننام جميعًا بلحافين لكلّ واحد منّا أو أنّي _مع اعتذاري لك_ لا أقبله...

حاول الأخ الإصرار عليه، إلّا أنّ إصرار محمّد الشّديد، غلب إصراره...

تلك اللّيلة الأخيرة، كانت الإحياء الأخير، كانت آخر مناجاة، آخر صلاة ليل، آخر دعاء في اللّيل، آخر دموعٍ تنهمر على خدّيه طالبًا وجه اللّه...

في تلك اللّيلة أدفأت روح محمّد المؤمنة ودموعه السّاخنة جسده.

* غيداء ماجد، منتصر، دار المودّة للتّرجمة والتّحقيق والنّشر، لبنان، ط 1، 2018، ص29.