لفتني تماسك محمّد الّذي لم تبد عليه علامات الخوف
أخذ القصف يشتدّ ويتركّز بمرور الوقت، ذات يوم، وأثناء ممارستنا الأعمال الرّوتينيّة اليوميّة، سمعنا دويًّا هائلًا صمّ آذاننا، وجعل الجدران تهتزّ كأنّها ستسقط علينا، استمرّ الأمر لثوانٍ قبل أن نستعيد توازننا، فسارعت للاطمئنان إلى أحد الأخوة، بعد أن وقع عن الكنبة من شدّة الارتجاج، وأجّلت نظري في المكان لأتأكّد أنّ أحدًا لم يصب بأذىً،
لفتني تماسك محمّد الّذي لم تبد عليه علامات الخوف، وبدا لي كمقاومٍ شارك في معارك كثيرة واعتاد التّعامل مع ظروف كهذه، ولمّا انقشع الغبار في المكان، علمنا من الأخوة أنّ صاروخًا أصاب مبنىً مؤلّفًا من طبقات ثلاث، يبعد عنّا حوالي الكيلومترين، وسوّاه الأرض.