نشأ الشهيد جميل في بلدة مشغرة بلدة والدته لأن بلدته عيتا الجبل من القرى المواجهة الصامدة بوجه الاحتلال الصهيوني، وينتمي الشهيد إلى عائلة مؤمنة محافظة تلتزم بالحدود الشرعية وقد ترعرع في أسرة طيبة وشاء الله أن يفقد أباه وهو الابن الأكبر وكان عمره أربع عشرة سنة وبدأت الوالدة بالمثابرة أمامهم لتأمين ما يسعدهم في تربيتهم ومتابعة تعليمهم وقد منّ الله عليها بالتوفيق.. لكن منذ وفاة أبيه قد شارك والدته بحمل المسؤولية وتصدى لمسؤولية العائلة وهذا بالإضافة إلى متابعة دراسته إلى أن وصل إلى المستوى الجامعي حيث أكمل السنة الأولى في إدارة الأعمال وكان يتابع سنته الثانية.
في إحدى المرات شاهدت والدته صور الشهداء على التلفزيون.. حزنت الوالدة وقالت للشهيد جميل ساعد الله قلوب أمهات هؤلاء الشباب وبدت متأثرة جداً. نظر إلى أمه وقال لها:
«أماه عليك أن تتهيئي لاستشهادي، عند ذلك تصبّري لتكوين فخورة عند السيدة الزهراء (عليها السلام) يوم القيامة"
وفي نفس الوقت كانت الأم تتمنى أن يتزوّج وتطلب منه ذلك لكن كان حلمه وعرسه الذي ينتظر الشهادة في سبيل الله وأن يتزوّج من الحور العين.
* مجلة بقية الله