قصصه الشخصية

بابا بالجنّة

بابا بالجنّة

سيُتمُّ طفلُنا بعد أسبوعٍٍ عامَهُ السّابع، كنتَ قد نويتَ أن تقيمَ له حفلًا مختلفًا هذا العام لأنه مقبلٌ على مرحلةٍ فاصلةٍ والاحتفال بها سيشعره بأنّه صار أكبر. لكنّني لم أكن أعلم أنّ غيابك سيجعله يكبر بهذه السّرعة.

لم أكن أعلم أنّه سيواظبُ على الصّدقة إذ أنّه طلب إليّ أن يشتري علبةً ليتصدّق خشيةَ أن يُقصفَ بيتُنا. وأنّه سيستمرّ بإسكاتنا إذا بكينا قائلًا: "ما بابا بالجنة"، وسيسألني عمّا إذا كان بإمكاننا ارتياد مسجدٍ في الجبل.

ثمّ لا ينفكّ يسألني عمّا إذا كان سيتأخر أخوه الذي في جوفي. ويقتلني حدّ التآكل أنّ أخاه لن يلعب معك، ولن يقرأ القرآن معك، ولن يسير في تشييعٍ معك، ولن ينام في حضنك، ولن تؤذّن في أذنه، ولن يمشي قربك، ولن يأنس في المشفى بك، ولن يشاهد الكرة الى جنبك... ثمّ يعزّيني بأنّه سيتعلّم الكثير منك، وسيحكي له أخوه الكثير عنك.

* زوجة الشهيد