قصصه الشخصية

صورة كفّك مع العلامة

صورة كفّك مع العلامة

حين أُرسِلَت إليّ صورةُ كفّك مع العلامة للتّعرّف إليها ارتجف قلبي. ولم أستطع الصّراخ إذ قد أخرسوني لتوّهم. أنا لا أحتاج إلى عقيقٍ يزيّن هذه الكفّ حتى أتعرّف إليها. وقد رغبتُ لو أنّ كلّ الأصمّاء في العالم يجتمعون حولي، وينظرون إلى صراخي ولا ينزعجون، يتأمّلون اعتصار وجهي وانهيار قوامي ولا يسمعون.

وأمّا الكلماتُ التي كان يُطلب منّي أن أخرجها، فعُلِّقتْ معانيها إلى أجَلٍ لا أعلمه. كنتُ أشعر أن لا معنى لأن أقول شيئًا وأنّ كلّ الكلام لا يتّسع له المقام، وأنا التي اشتهرت بغنى المعاجم أصبحت مفلسةً تمامًا.
وشعرت بحاجةٍ لأن يمدّني أحدهم بالكلام، واستذكرتُ رثاء الأمير للزهراء، ورثاء الزهراء لأبيها (صلّى الله عليه وآله) فصعب الحديث أكثر، وسكنت الجوارح كلّها، وهدأتُ فوق نعشك، وشعرتُ بكفّك..

* زوجة الشهيد