قصصه الشخصية

المربّي الصّاحب

المربّي الصّاحب

كلّ الصّور التي أخذتُها لكَ خلسةً كانت توثّق حوارًا لي مع نفسي. مرّة أحدّث نفسي عن وسامتك، ومرّة أزيّن زاوية الصّورة بقامتك. ومرّة تأسرني الطّريقة، كيف تصلّي، وكيف تعقّب الصّلاة ببعض اللعب مع طفلنا.

كنتُ معجبةً بكما، بشدّة تشابهكما.

كنتُ مفتونةً بغرائبك، باختلافك، ويغرّني أنّي أراني في أسلوبك.

كان يضحكني أنّك كنتَ تعيدُ إخباري بأنّ التربية أمرٌ صعبٌ على الرّجل تتمنّى الهرب منه، ثمّ لا أجدك إلّا مربّيًا ومعلّمًا ومفهّمًا ومصاحبا.

هل رثاك مدرّس الموسيقى وهو يرى فيك والدًا مختلفًا؟

وهل بكاكَ طبيبُ الأسنان وهو يتذكّر اختلافك عن الآباء؟

تراه تباهى بمعرفتكَ من عمل معك وعاين دقّتك؟

أم هل عساني أبكي وأنا أسمع حُسن ثناء النّاس عليك؟

وقد دعاني إلى الفخر بك أنّك عشتَ شهيدًا ورحلتَ شهيدا.

* زوجة الشهيد