عام مضى على آخر لقاء.. نستعيد مازن وهو ما زال يعيش معنا ولو بتفاصيل أقل. فالفارس الذي أنهى رحلة عمره طارقاً أبواب الثلاثين، جمع، وعلى قصر الطريق، من العلم والعمل، ما لم يحققه كثيرون ممن تجاوزوا أرذلَ العمر. في زمن الاحتلال، ولد مازن وعايشه وعانى من ظلمه. وحين كان يعيش في الشريط المحتل، أدرك منذ بداية تشكل وعيه مسوؤليته كفرد وهو الآتي من بيت جنوبي مناضل في مواجهة المحتل. هذه المواجهة التي بدأها ممارسة فكرية ونشاطاً اجتماعياً قبل أن يخوضها عسكرياً، ساهمت في تشكيل ركيزة عقائدية أسست لتطوير مشروعه النضالي الذي تبلور بداية في نشاط تعبوي رافضاً للاحتلال ومحرضاً على المقاومة ليأخذ بعد عدوان نيسان 1996 طابعاً عسكرياً استطاع أن يحافظ على سريته حتى استشهاده، وصولاً إلى المواجهة البطولية على محور الطيري تلة مسعود التي كان لها أثر معنوي كبير في إحباط تقدم القوات الاسرائيلية إلى المدينة الرمز بنت جبيل في حرب تموز 2006 .
ومع مازن المهندس، نتذكر الفتى الباحث عن العلم في كل مكان والمتنقل من مدارس الراهبات الى المصطفى مروراً بالجامعة وتخرجه مهندساً فأستاذاً مدركاً لقيمة علاقة الصداقة بين الاستاذ والطالب، وصولاً إلى علم الطيران الذي عشقه منذ كان طفلاً يرافق النحل في الحقول فأصبح طياراً ووفى بعهده أن يطير إلى جنبه ذات يوم.
* عامر الدبق لذكرى الشهيد المهندس مازن علي شعيتو