قصصه الشخصية

دلّهم على مكان وجوده

دلّهم على مكان وجوده

بعد استشهاد الشهيد محمد يعني بالفترة اللي جثمانه فيها بالأسر كان؛ طلبت منو انّي شوفه .. أخدت تيابه كانو بعدن متل ما هني عليهن ماي يعني كان؛ حطيتن ع وجهي قلتلو يا ماما طلبلي من السيّدة الزهراء تفرجيني ياك؛ أنا عارفيتك انت هلق بين يديها .. هوي كيف أنا عندي ارتباط وثيق فيها سلام الله عليها هوي الشهيد هيك كان .. ف قلتلو طلبلي منها تفرجيني ياك بدي شوفك بأي وضعية انت ...

فجأة هاي الماي اللي عثيابه بتصير متل قزازة؛ يعني كيف شاشة التلفزيون هيك صار وشفته شفت هوي كيف مدفون.. شفت التراب اللي هني محطوطين عليه لونن أسود وهوي بين صخرتين محل ما دافنينه وصارت عهاي الشاشة يمرق عليها صور بشكل سريع للشهيد كأنوا شريط عرض هيك صارو يمرقو صور محمد وصرت شوفه قال من فوق لتحت محل ما مدفون من الراس وباقي الجسد؛ ناديت للسيد قلتلو تعا شوف اللي عم شوفه ...

فقبل استرجاع جثمانه كان رفيقه نايم بالخيمة اللي كان الشهيد ينام فيها بالخدمة. بشوف منام بالشهيد عم يقله مش حرام تترك أهلي عم يتعذبوا عغيابي وأنت بتعرف أنا وين! قلّو أنا  بعرف أنت وين؟؟ أنا ما بعرف دخيلك قلي أنت وين! هون ساعتها بيعطيه إشارة الشهيد هوي وين مدفون بأي مكان وبالتفصيل ...

هيدا الشب إجا قصّ المنام علينا وصار يقلنا شو شاف يمكن بباله كان انو متل منام عابر هيدا يمكن قد ما فكر فيه للشهيد قبل ما ينام.. سألناه كيف هالمكان وين مدفون هوي؟ بقوم بقلي الشهيد مدفون بين صخرتين عليها تراب أسود.. عرفت أنا هون ساعتها انو لا المنام مش عابر.. هاي اشارة من الشهيد النا؛ يعني تأكدت من هالشي من لمّا خبرنا التفاصيل اللي هي نفسها الاشيا اللي فرجتني هني السيّدة الزهراء ب تياب الشهيد ..

-والدة الشهيد السيد محمد إبراهيم " علي الموسوي " ..

قبل استرجاع الجثمان بيومين بحلمو بنومي انو جايي و عم غسلو.. قلتلو للسيّد بيو للشّهيد حلمت الشّهيد محمد إني أنا عم غسلو بايديي عم حمّموا يعني ؛ قال طفل بس طولو هوي ذاتو بس رفعو رفيع و كأنو بس العضم واللّحم بس هيدا لي شفتو صراحة ؛ قلتلو بس أنا عم غسلو وهيك عم اهتم فيه .. بقلّي ساعتها " استعدّي للبلاء " .. وبالفعل يومين اجى خبر استرجاع الجثمان؛ ما بعرف شو صابني ساعتها .. بكا مع فرحة بنفس الوقت ...

* والدة الشهيد السيّد محمد إبراهيم إبراهيم