فكان له الأثر البالغ في قلوب الطلاب البعيدين عن التديّن قبل المتديّنين..
إنّ أصعب مهمّة توكل إلى الإنسان هي تربية نفسه، وهذا ما فعله محمّد. لقد جعل من أصوله الهاشميّة جذوراً لتفكيره، فكان ملتزماً واعياً، التحق بمعهدٍ لدراسة البحوث الدينيّة ليكون على بيّنة من أمره.
أمّا في الجامعة، وإلى جانب دراسته، فأوكلت إليه مهمّة مندوب التعبئة التربويّة، ليلعب دوراً محوريّاً ليس في العمل فحسب، بل في تغيير جوهريّ في النظر إلى الأمور، ومن ثمّ الانطلاق إلى العمل، فكان له الأثر البالغ في قلوب الطلاب البعيدين عن التديّن قبل المتديّنين؛ لأنّه أدرك أنّ تشكيل الوعي الحقيقيّ في عقول الشباب في خضمّ التجهيل الممنهج، يبدأ من احتضان الهواجس وتفهّمها، وتقديم الدين في قالب أخلاقيّ جاذب، فكان نموذجاً استقطابيّاً نادراً.
* مجلة بقية الله