قصصه الشخصية

ذات أيّار

ذات أيّار

كان حينها يتحضّر لامتحاناته الجامعيّة، حينما تناهى إلى سمعه التحضير لمعركة القلمون ذات أيّار، فسارع إلى تسجيل اسمه للالتحاق بالمجاهدين، ولم يمنح نفسه فرصة التفكير في ما له وما عليه في الامتحانات، التحضير للزفاف، الدرس في معهد المعارف الحكميّة، التدريب، والكثير من الأعمال التي كانت مُدرجةً ضمن جدولٍ واضح، فالأولويّة في حياته واضحة، وما يريدُه صار قاب قوسين أو أدنى من قلبه.

وذات أيّار، استيقظ حلمُ محمّد على انتصار عظيم. كان طفلاً في السادسة من عمره يركض بالقرب من بوّابة فاطمة، يحتفلُ مع الناس بالتحرير عام 2000م، يسمع من والده قصصاً وحكايا، عن تلّة سجد، و"عليّ الطاهر"، وبطولات جعلت العدوّ الصهيونيّ يترك خلفه العتاد ويولّي هارباً، كما ترك دبّاباته ليلهو بها الصغار، فتحمّس محمّد من حديث والده، وهو يرى بعينيه الصغيرَتين جنوداً خائفين في الجهة المقابلة، فحمل كومةً من الحجارة وصار يرميهم بها. نظرَ أخوه الكبير إليه قائلاً: "الحمد لله يلّي انسحبت إسرائيل، وإلّا كان استشهد محمّد!".

* مجلة بقية الله