قسّم محمّد وقته بدقّته، فبعد صلاة الصبح يمارس الرياضة، ومن ثمّ يذهب إلى الجامعة، فالعمل، فالعودة إلى المنزل، ثمّ لقاء الأصدقاء، وممارسة هواياته، والجلوس مع خطيبته.
يقول أحد العلماء: إنّ انعدام البركة في الوقت أساسه الغفلة، وأكثر ما تميّز به محمّد، أنّه لم يكن من الغافلين؛ لذا تراه يعمل لدنياه كأنّه يعيش أبداً، ويعمل لآخرته كأنّه يموت غداً. وكان غد الرحيل قريباً، شعر به قلبه، فحجز لخطيبته رحلة إلى كربلاء، ففي محضر الإمام الحسين عليه السلام يخفُّ البلاء. وأنهى بعض الملفّات الموكلة إليه، وتغيّر شيء ما في لمعة عينيه.. في ضحكته.. في صمتٍ بدأ يتسلّلُ إلى ضجيجه..
* مجلة بقية الله