قصصه الشخصية

متابعة ملفات أبناء الشهداء

متابعة ملفات أبناء الشهداء

لا تزال صورته محفورة في ذاكرة عوائل الشهداء، وهو يمشي تحت أشعّة الشمس الحارقة ووجهه ملطّخ بعرق التعب، أو تحت مطر الشتاء القارس وثيابه مبلّلة، يتأبّط مجموعة من ملفّات أبناء الشهداء التربويّة، يتنقّل بها من مدرسة إلى أخرى، يتابع شؤونهم الدراسيّة بكلّ تفاصيلها، ثمّ يعود ليجلس خلف مكتبه في مؤسّسة الشهيد في بيروت، منكبّاً على الأوراق التي يدوّن عليها الملاحظات، فينتهي دوامه وهو لا يزال مستغرقاً في العمل بكلّ شغف وحبّ، فهو لم يكن يتعامل يوماً مع مهامه في المؤسّسة كوظيفة، بل كواجب يؤدّيه تجاه أبناء المضحّين، من شهداء وأسرى في سجون العدوّ وقتذاك. وكان يبذل كلّ ما في وسعه لجعل مسيرة هؤلاء الأبناء الدراسيّة ناجحة، فبنى لهذه الغاية علاقة وطيدة مع مديري المدارس وأساتذتها من جهة، ومؤسّسة الشهيد من جهة أخرى.

* مجلة بقية الله