تأثّر منذ صغره بالحركة الإيمانيّة الجهاديّة، فكان يتوجّه إلى المسجد لأداء الصلاة، حتّى بنى بيت الله في روحه الحصن الذي يساعده على الصمود في وجه نوائب الأيّام. تلقّى دراسته في مدينة صور إلى أن أنهى المرحلة الثانويّة، وما إن نال شهادة نجاحه، حتّى عقد العزم على التوجّه إلى بيروت للالتحاق بالجامعة في اختصاص الأدب العربيّ. بعد ذلك، عقد قرانه وبدأ بترتيب حياته الخاصّة والمهنيّة.
عمل في بداية الأمر في مكتبة "القدس" التي كانت تابعة لمؤسّسة الشهيد، ثمّ انتقل بعدها إلى القسم التربويّ لتسع سنوات، وكان بموازاة ذلك مساعداً في الملفّات الاجتماعيّة الثقافيّة، كما كان عريفاً في الاحتفالات يساعده على هذه الموهبة بلاغة كلامه ورقّة شعره.
مضافاً إلى ذلك، كان خضر يوقظ في نفوس الآخرين الحنين إلى القرية والبساطة، إذ لم تسرق منه بيروت لكنته الجنوبيّة أو تعامله الطيّب مع من حوله، محافظاً على ابتسامة دائمة رافقته في مختلف الظروف، حتّى باتت ذخيرة روحه الطيّبة.
تجلّت في شخصيّته روح المُربّي، وامتلك قدرة متميّزة على إيصال الفكرة التي يناقشها إلى الآخرين بكلّ سهولة، ما زرع في نفسه حبّ التعليم، فما إن شرّعت مدارس المهديّ – شاهد أبوابها، حتّى التحق بالسلك التعليميّ بعد أن نال إجازته الجامعيّة، فبدأ بتدريس اللغة العربيّة بأسلوب بسيطٍ وسهل، وأدخل نصوصاً عن المقاومة الإسلاميّة وشهدائها إلى محاور الدروس، وكان يختار منها عند تحضير أسئلة الامتحانات بهدف زرع الوعي والثقافة الجهاديّة في نفوس تلاميذه.
* مجلة بقية الله