قصصه الشخصية

قضاء حوائج الناس بالكتمان

قضاء حوائج الناس بالكتمان

تحدثنا زوجته قائلة : "ذات يوم كان عائدًا من حوزته في بنت جبيل وتواصلت معه لأنها كانت بإنتظاره لتناول الغداء وقد تأخر فأخبرها أنه بالقرب من صفد البطيخ وسيصل بعد دقائق معدودة.. لتمضي نصف ساعة ولم يصل فأرسلت له وليخبرها أنه عاد إلى بنت جبيل ويخبرها عندما يعود بما حصل ..فتفاجأت هي وحاولت معرفة سبب الرجوع إلا أنّ خطه كان مشغولًا ..

عاد إلى المنزل بعد ساعة وربع بعد أن كان سيصل خلال دقائق ،فقال لها قصة طويلة ..بدأ بسردها قائلا عندما :"سكرت الخط معك ، كنت قد وصلت إلى (سهل الخان) {مثلث بين تبنين وبرعشيت وصفد، فرأيت إمراة مسنة تحمل عصا وتشير بيدها إلى أن أتوقّف.. فسألتني عن بلدها عيناثا فأسألها من جاء بكِ إلى هنا فتجيبني: "أني طالعة من بيروت وحطني فلان هون وتركني و راح"  ودعت على الشوفيربقيت كل الطريق تدعي عليه وتدعو لي بطول العمر وأن أبقَ فوق رأس بناتي وأزينهم بعريس ..

فرجعت لأوصلها إلا أنها لا تعرف منزلها أين هو، فالحجة سمعها خفيف، لتعطيني هويتها وبدأت اسأل مختار بنت جبيل ومن ثم مختار عيناثا فكونين عن منزلها ليعطيني رقم ابنها وتواصلت معه ودلني على البيت لنصل إلى المنزل بعد معاناة طويلة عن موقع بيتها إلا أنني انتظرتها لتدخل منزلها لتتفاجأ هي بأن المفتاح ليس معها وبدأنا أنا والحجة نفتش عليه في السيارة وفي محفظتها لتجده أخيرًا وتدعوني لشرب كباية شاي إلا أنني اعتذرت منها وأخبرتني أنني أصبحت بمنزلة أولادها.. وأنها تنتظر مني زيارة.

أخبرني أنها دعت لنا و كان فرِحًا بدعواتها كثيرًا.. هذه القصة منذ زمن قصير. لم يكن يريد إخباري بهذه القصة إلا أن إصراري بأن أعرف سبب التأخير عندها سرد لي القصة.."

يا حجة ابنك هذا أصبح شهيداًلو قدّر لكتاب حياتك يا شيخ علي أن يُختصر بعنوان لكان قضاء حوائج الناس بالكتمان عسى الله أن يرزقنا جوار من كنت تزورهم كما رزقنا الشوق بعد استشهادك.

* زوجة الشهيد