قصصه الشخصية

عونه في شهر رمضان

عونه في شهر رمضان

(شو بساعدك) (والله الأكل طيب) (أحلى أكل بآسيا) (الفتوش اليوم عليي)..

يأتي شهر رمضان بدون الشيخ علي.. بدون أن أسمع صوته وهو يقرأ الدعاء و القرآن.. بدون أن أسمع تمتمات دعائه عند الأفطار وكلّ سحور.. بدون أن أسمع (شو بساعدك) (والله الأكل طيب) (أحلى أكل بآسيا) (الفتوش اليوم عليي).. دائما لما يكون في (عزيمة على الإفطار عند أهله) كان يساعد والدته في التجهيز ومن ثم يساعدني أنا أيضًا.. كل الكلام بحقك قليل.. وماذا عن إحياء ليالي القدر يا نور العيون؟ هذا الشهر مع من سأتسابق بختم قراءة القرآن؟ بقرب من ريحانة الزهراء ستصلي؟ و نرجس كيف ستأنس بالسحور معها؟

وسأكتفي بالقول أن المنزلَ موحشٌ بدون الشيخ علي، والدنيا باهتة من بعده، وكالعادةِ أتذكر أيامي معه وفي أيام شهر رمضان، عندما كنتُ أجهز الطعام للضيوف وكل ما يحتاجون كان الشيخُ علي شريكٌ بهذا ، كنا نتقاسم التحضير، وعندما كنتُ أغسل الصحون ، لطالما جاء الشيخ طالبًا بتركهم ليقوم بغسلهم هو، كنتُ أجهزُ وأحضرُ الطعام وكان هو اليد الثانية لي بل الأولى، دائمًا كان الطعامُ على حبِ إمامٍ نختاره، دائمًا كان يساعدُ من دون طلبٍ حتى، كان يقضي وقته متأخرًا في الدرسِ ويهبُ للمساعدةِ عندما يراني أفعلُ شيئًا ما.. مع العلم أنّهُ في الصباح الباكر يذهبُ لحوزتِه ..كل هذا من أجل راحتي كما يقول، ليصل آخر اليوم متشكرًا لي مع أنني لم أكن أتعبُ بوجوده، ليتني حينها كنت أعلمُ أنني سأبقى لأيام كهذه أعاني التعب.. هكذا كان، كل عملٍ كان فيه حب ورضى لله عز وجل، نعم الزوج يا شيخ علي وأنا أعيش غربة بفراقك..

* زوجة الشهيد