بعد نجاحه في الثانوية بدرجة جيد جداً، انتقل إلى بيروت ليتابع دراسته الجامعية في اختصاص هندسة الاتصالات في جامعة بيروت العربية. ولا يخفى على أحد أن المجاهد ينتقي دائماً الاختصاص الذي تحتاجه المقاومة، فهو يحملُ شهادته ليقدّم أفضل خدمةٍ في صفوفها قبل أن تهبه هي «الشهادة» التي تليق به. وكانت تلك الفترة فرصة اكتشاف علاقة جديدة بينه وبين والده، الذي كان صديقاً مقرباً ورفيقاً وفياً ومرشداً ناصحاً، وشريكاً أساسياً في خيار المقاومة، فتتلمذ على يديه من جديد، وساعده ذلك على رؤية وفهم الحياة، وهو يخطو أولى خطواته في عمر الشباب. لم يترك علي الرضا لأي نشاطٍ أن يعتب عليه، فهو يتنقّلُ من مكانٍ إلى آخر، وكأنه يريد أن يرتشف من كل تجربة ما يروي فيه ظمأه للمعرفة.