عندما وصلتني راية مكتوب عليها اسم "أم البنين عليها السلام" ، ذهبت إلى الرّوضة وبشكل لا إراديّ علقتها على باب روضته الجميلة ومضيت.
اليوم عند زيارتي لتامر، نظرت إليها، كم كانت رفيقة دربنا! لطالما تعلّق بها قلبه الصّغير كلّما مرّ بمحنة نذر لها وليمة، وعند كلّ امتحان في الجامعة أهدى لها الفاتحة، وكلّما وقف على باب المنزل قال لي :"ماما أنا ماشي بدّك شي". وكنت أجيبه دومًا، الله معك ولا تنسى! فيردف قائلا : الفاتحة لأم البنين. يقرأها ثم يمضي.
وعند كلّ باب كان يهدي لها سورة الفاتحة وحبًّا صادقًا. لعلّ ارتباطنا فيها لأنّها أمّ، أمّ البنين.
تامر يا كلّ بنيني! لم تنس أم البنين الوفيّة هداياك اللطيفة وحبّها النابت في قلبك السليم، وكما وقفت ببابها، اليوم تزيّن لك بابك باسمها الكريم، وإنه يا ولدي "إن المتقين في جنات وعيون * وإنّه "ادخلوها بسلام آمنين".