قصصه الشخصية

علمه في خدمة المقاومة

علمه في خدمة المقاومة

بهذه السنوات الطويلة التي مضت من عمره في الساحة السورية أخّر دراسته الجامعية عدة مرات لأن الأولوية بالنسبة له كانت للجهاد والمقاومة لكن ومع انخفاض حدة المعارك في الساحة السورية عاد إلى الجامعة ليستكمل مرحلة الماجستير بإختصاص الجغرافيا وللتأمل هنا كان دائما ما يختار مواضيع تهم المقاومة لأنه يعتبر أن علمه وثقافته يجب أن تخدم المقاومة وإلا لما كان سيستكمل علومه وكان بحث الماجستير الذي حصل من خلاله على درجة الماجستير بدرجة جيد جدا كان بعنوان الإستراتيجية الدفاعية.

استكمل بعد ذلك مرحلة الدكتوراه وكانت رحلة شاقة وصعبة عمل بجد ونشاط رغم أنه كان يمر بمرحلة صحية زادت من صعوبة المهمة خاصة وأنّ ضغط العمل كان يزداد بشكل كبير ولكنّه لم يتراجع بل أكمل إلى الأمام بكلّ جدّ ونشاط وهذه المرّة اختار موضوع لدراسته أكثر صعوبة وكنّا نلومه لاختياره المواضيع الصّعبة التي نادرًا ما كان يكتب فيها أحد، لكنّه كان يصرّ على مواضيع مهمّة وفريدة تحقّق تقدّمًا وتطوّرا تكون له بصمة فيها. فكانت رسالته تدرس أسباب التوسّع الإستيطاني في جغرافيا محدّدة دون غيرها، وتأثير ذلك على استراتيجيّة الدّفاع للعدوّ الإسرائيلي. وبصراحة أخذت الرّسالة جهدًا كبيرًا جدًا، لكنّه بإصراره استطاع أن يُنجزها، في ذلك الوقت والذي كان يتحضّر فيه لمناقشة دراسته للحصول على درجة الدّكتوراة، اختار له الله شهادة أكبر وأكثر رفعة علّها هي التي كانت تليق به، وهي الشّهيد السّعيد على طريق القدس محمد زكريا عباس الذي ارتقى في العمليّة الإسرائيليّة الغادرة مجزرة البيجر في 17/11/2024.

* صديق الشهيد