لم يصدّق حسين أن اسمه ليس مدرجًا في تشكيلات الإخوة الذين كُلّفوا بالذهاب إلى الجنوب!
لم يصدّق حسين أن اسمه ليس مدرجًا في تشكيلات الإخوة الذين كُلّفوا بالذهاب إلى الجنوب!
سارع إلى إجراء اتصالات داخلية عديدة... "إنها الفرصة التي لن تعوض"، بتلك العبارة حاول حسين إقناع المعنيين؛ إنها المعركة التي سينتقم فيها من الصهاينة الغاصبين للأرض والعرض، سينتقم من الذين سرقوا ثلاث سنين من عمر أبيه، تلك السنين التي قضاها في المعتقل بتهمة رفض "التعاون" والتعامل مع اللحديين.
كان طفلًا حين جلس محدّقًا وهو يستمع لرواية والده عن الأسر؛ قلبه الصغير آنذاك لم يحتمل ما لحق بأبيه من ظلم وأذى...
انتظر ذلك الطفل، الذي عُرف عنه شدة ذكائه، بلوغَ الأربعة عشر عامًا، والتحق بالتعبئة التربوية، وعندما أنهى دراسته الثانوية انتقل للعمل مع "شعبة" مسجد القائم، فلازم المسجد ولعب دورًا مهمًّا في تشكيل "الشعبة".
كانت شخصيته الجميلة بطاقة عبور إلى قلوب المجاهدين في الميدان، فكانوا يستبشرون لرؤيته، يستأنسون بروحه المرحة، يستمعون إليه باهتمام حين يبدأ بحديثه عن الشهداء ويختم برغبته القوية في الالتحاق بركبهم.