قصصه الشخصية

جهادُ ودراسة

جهادُ ودراسة

إلا هو؛ قال:"سألتحق بالدورة"!

كنّا مجموعة من الأصدقاء في كليّة الهندسة (اختصاص هندسة معماريّة)، قضينا أيامًا جميلة على مقاعد الدراسة؛ نتعاون، نتشارك، ونحلم بالمستقبل. كنا نعمل سويّة، وكان علاء مختلفًا عنا، حتى أولوياته اختلفت عن أولوياتنا.

أبلغنا الإخوة بأننا على موعد للمشاركة في دورة عسكريّة في منطقة إقليم التفاح. هو أسبوع! وبعده سنعود لمتابعة دراستنا بشكلٍ طبيعي. كان اختصاصنا من أصعب الاختصاصات؛ يحتاج لمتابعة حثيثة وإنجاز مشاريعه يتطلّب جهدًا وسهرًا. وقبيل موعد التحاقنا بالدورة، أبلغنا أستاذ مادة "التصميم المعماري" بأن علينا أن نقوم بدراسة وإعداد مشروع، وهذا يتطلّب مجهودًا وتفرّغًا لأسبوعٍ كامل.

جميعنا اخترنا المشروع من دون تفكيرٍ أو تردّد، إلا هو؛ قال:"سألتحق بالدورة"! حاولنا إقناعه، لكن من دون جدوى. ولما لم نستطع أن نثنيه عن قراره، حاولنا إنقاذ مشروعه، فنجحنا بإقناع الأستاذ بتمديد الفترة المحدّدة، لنتيح لعلاء وقتًا للإنجاز . انقضى الأسبوع، وعاد علاء، فأكبّ على مشروعه، ولم يرضَ بأي مساعدةٍ منّا، وإذا به ينجزه في أيام قليلة، بجهده لا بجهد الآخرين؛ فهذه كانت سجيته.