قصصه الشخصية

صاحب الروح الشّفافة

صاحب الروح الشّفافة

كان متحسّراً دومًا لنيلها وهو يعلم أنه سيصل اليها في ميادين العلمِ والجّهادِ

في الجامعة كان فاروق كالمغزل الذي لا يتعب من غزل الصوف، يتنقل من مكان الى آخر بحيوية ونشاط، ويسعى لحبك علاقات اجتماعية مؤثرة ضمن زملائه، خصوصاً أنه كان إلى جانب تفوقه في دراسته مجاهداً ضمن وحدة التخريب في المقاومة الإسلامية. انشغالاته كثيرة ولا تنتهي، خصوصاً في التعبئة التربوية، حيث كان من أبرز وجوهها في كلية العلوم، فهو إذا لم يكن يهيى‏ء لاحتفال أو درس أو نشاطٍ، تجده في مكتبة الجامعة منكباً على أوراقه يدون سطوراً تفيضُ بالروحانية والإخلاص، وتعكسُ مدى شفافية روحه وطهارتها، وإذ كان الضجيج الذي يثيره من حوله أثناء قيامه بأي عمل، فإن السكينة الملقاة على وجهه كانت تشعر الجميع بالوحدة التي يشعر بها، وكأنه في مكانٍ وزمان آخرين.. فكثيراً ما كان يتحدثُ بحسرةٍ عن الشهادة، ويغمضُ عينيه وحشرجات الشوق التي تقطع صوته تسافرُ به إلى تلال عاملة.. إلى المسافات الطويلة في الليالي المدلهمة.. إلى الدمع المنسكب في المغاور تناجي صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه..