غريباً كان في ازدحام الأصدقاء والمعارف.. وحيداً يجلسُ في الليالي يناجي اللّه معشوقه الأوحد أن يكتبه في ركب الشهداء.. وإذا كانت الشهادة هي الحلم، فلا بدّ من السعي لتحقيقه، وقد تميز الشهيد فاروق برفعة أخلاقه، وكثرة تفكره، وقد جعل من قلبه طينةً لينةً تتخذُ الشكل الذي يريده ليكون رقيباً مباشراً على نفسه، يتركُ ما يشوبها، ويواظب على ما يساعدها في ارتقائها للوصول إلى كمال إنسانيتها، فبعد كل فريضة صلاة يقرأ سورة الواقعة، ويهتم كثيراً بالدعاء لصاحب العصر عجل الله تعالى فرجه، وبتلاوة القرآن والبقاء على وضوء لما لذلك من انعكاسات نفسية طيبة على روح المرء.